دراسة الظواهر الصوتیة للهجة العربیة الخوزستانیة فی ظل القراءات القرآنیة

لقد حظیت اللهجات المحلیة فی الدول العربیة بالاهتمام من قبل اللغویین والباحثین المهتمین بالدراسات اللغویة من عرب ومستشرقین، فکلما زادت دراستنا للهجات العربیة الحدیثة تکشَّفت لنا قضایا هامة، وأیقنَّا أن اللهجات لا تزال تحتفظ بعناصر قدیمة کانت شائعة فی لهجات العرب قبل الإسلام. فاللهجات الحدیثة وإن کانت قد تطورت فی البیئات المختلفة تطوراً باعد بینها، وصبغها بصبغة محلیة فی بعض ظواهرها، فقد تمسکت بکثیر من السمات والخصائص التی عُرِفت بها اللغة العربیة قدیماً. واللهجة العربیة فی خوزستان واحدة من هذه اللهجات العربیة التی تقترب من اللغة الفصحی ومازالت تحتفظ بخصائص وجوانب صرفیة، ونحویة، وصوتیة لها جذور فی الفصحی؛ لکنّها لم تجد من یرعاها ویدرسها، وإن وجدت من الاهتمام فما هی إلا إشارات عابرة فی تضاعیف الدراسة، أو محاولات تحمل بین طیاتها أشتاتاً مبعثرة. وإنّنافی هذه المقالة قمنا بدراسة میدانیة فی محافظة خوزستان ودرسنا من خلالها اللغة المحکیّة لدی سکانها العرب. وتطرقنا فیها إلی أهمّ الظواهر الصوتیة والصرفیة والنحویة، وأشرنا إلی جذور هذه الظواهر فی اللغة العربیة الفصحی واللهجات العربیة القدیمة، ثمّ عرضناها علی القراءات القرآنیة، مع ذکر أمثلة توضیحیة لکلّ ذلک. وقد توصّلنا فی بحثنا إلی أنّ الکثیر من الظواهر الصوتیة فی هذه اللهجة تقترب من لغة القرآن وما ورد فی القراءات القرآنیة، وما هذا إلّا خیر شاهد علی فصاحتها وأصالتها وانحدارها للغة العربیة الفصحی.